فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة هود قوله تعالى: {إني لكم نذير مبين} يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه بأني لكم فلما حذف الباء وصل الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل الكلام تاما عند قوله إلى قومه ثم ابتدا مستأنفا فكسر قوله تعالى: {بادي الرأي} يقرا بياء مفتوحة وبالهمز فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أخذه من بدأ يبدأ إذا أخذ في فعل الشيء فإن وقف عليه واقف استوى المهموز فيه وغيره فكان بياء ساكنة لأن الهمزة تسكن في الوقف وقبلها كسرة فتقلب ياء والهمزة عند الوقف جائزة لا تمتنع لأنها حرف صحيح وإنما تسقط في الوقف إذا كان قبلها ساكن قوله تعالى: {فعميت عليكم} يقرأ بضم العين والتشديد وبفتحها والتخفيف فالحجة لمن ضم وشدد أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله ودليله أنها في حرف عبد الله وأبي فعماها عليكم والحجة لمن فتح وخفف انه جعل الفعل للرحمة ومعناهما قريب يريد فخفيت قوله تعالى: {من كل زوجين اثنين} يقرأ بالتنوين والإضافة هاهنا وفي سورة المؤمنين فالحجة لمن نون أنه أراد من كل جنس ومن كل نوع زوجين فجعل التنوين دليلا على المراد والحجة لمن أضاف أنه أراد أن يجعل الزوجين محمولين وجمع بين سائر الأصناف وعنى بقوله: {زوجين} ذكر وأنثى لأن كل اثنين لا ينتفع بأحدهما إلا أن يكون صاحبه معه فكل واحد منهما زوج للآخر وأكد بقوله اثنين كما قال: {لا تتخذوا إلهين اثنين} فأكد من غير لبس.
قوله تعالى: {باسم الله مجراها} يقرأ بضم الميم وفتحها وبالإمالة والتفخيم فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من قولك أجرى يجري مجرى والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولك جرت مجرى فأما ضم الميم في مرساها فإجماع وفيه من الإمالة ما في قوله مجراها والحجة في ذلك مذكورة فيما سلف قوله تعالى: {يا بني اركب معنا} يقرأ بكسر الياء وفتحها وبإدغام الباء في الميم وإظهارها فالحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله والحجة لمن فتح أنه أراد يا بنياه فأسقط الألف والهاء وبقى الياء على فتحها ليدل بذلك على ما أسقط والحجة لمن أدغم مقاربة مخرج الحرفين وبناء الباء على السكون للأمر فحسن الإدغام لحسنه في قوله تعالى: {ودت طائفة} والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل لأن الأصل الإظهار والإدغام فرع عليه قوله تعالى: {إنه عمل غير صالح} يقرأ بالتنوين ورفع غير وبالفتح ونصب غير فالحجة لمن نون ورفع غير أنه جعله اسما أخبر به عن إن ورفع غير إتباعا له على البدل ومعناه إن سؤالك إياي أن أنجي كافرا ليس من أهلك عمل غير صالح والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا ماضيا وفاعله مستتر فيه وغير منصوب لأنه وصف قام مقام الموصوف ومعناه أنه عمل عملا غير صالح قوله تعالى: {فلا تسألني} يقرأ بإسكان اللام ونون وياء بعدها وبفتح اللام ونون شديدة وياء بعدها فالحجة لن أسكن اللام أنه جعل السكون علامة للجزم بالنهي والنون والياء كناية عن اسم الله تعالى في محل نصب والحجة لمن فتح اللام وشدد النون أنه أراد تأكيد النهي فالتقى ساكنان سكون اللام للجزم وسكون النون المدغمة فحركت اللام لالتقاء الساكنين وبقيت النون على فتحها وقرأه بعض القراء بكسر النون والحجة له أنه خزل ياء الإضافة واجتزأ بالكسرة منها قوله تعالى: {ومن خزي يومئذ} يقرأ وما شاكله في قوله: {من فزع يومئذ} و{من عذاب يومئذ} بالتنوين وفتح يوم وبترك التنوين وخفض يوم وببناء يوم مع ترك التنوين فالحجة لمن نون ونصب أنه أراد بالنصب خلاف المضاف لأن التنوين دليل والإضافة دليل ولا يجتمع دليلان في اسم واحد والحجة لمن ترك التنوين وأضاف أنه أتى به على قياس ما يجب للأسماء ولمن بناه مع ترك التنوين وجهان أحدهما أنه جعل يوم مع إذ بمنزلة اسمين جعلا اسما واحدا فبناه على الفتح كما بني خمسة عشر والثاني أنه لما كانت إذ اسما للوقت الماضي واليوم من أسماء الأوقات أضفتهما إضافة الأوقات إلى الجمل كقولك جئتك يوم قام زيد فيكون كقولك جئتك إذ قام زيد فلما كانت إذ بهذه المثابة بني اليوم معها على الفتح لأنه غير متمكن من الظروف وجعل تنوين إذ عوضا من الفعل المحذوف بعدها لأن معناه يوم إذ قدم الحاج وما شاكل ذلك قوله تعالى: {ألا إن ثمودا كفروا} ربهم يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفا وغير مصروف فلمن صرفه وجهان أحدهما أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه والآخر أنه جعله فعولا من الثمد وهو الماء القليل فصرفه والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسما للقبيلة فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف إحداهما للتأنيث وهو فرع للتذكير والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير والقراء مختلفون في هذه الأسماء وأكثرهم يتبع السواد فما كان فيه بألف أجراه وما كان بغير ألف منعه الإجراء.
فأما قوله: {وآتينا ثمود الناقة} فإنما ترك إجراؤه لاستقبال الألف واللام فطرح تنوينه كما قرءوا: {قل هو الله أحد الله الصمد} قوله تعالى: {قالوا سلاما قال سلام} يقرأ بإثبات الألف وفتح السين وبكسرها وحذف الألف فالحجة لمن أثبت وفتح أنه جعله من التحية والسلام ومعناه تسلما منكم تسئما أو يريد تركناكم تركا فكأنه قال قالوا تركا فرد عليهم ترك ومنه قولهم لا تكن من فلان إلا سلاما تسلم معناه إلا مباينا له متاركا فالأول منصوب على المصدر والثاني مرفوع بالابتداء والحجة لمن حذف الألف وكسر السين أنه جعله من الصلح والمسالمة يريد قالوا نحن سلم قوله تعالى: {ومن وراء إسحق يعقوب} يقرأ برفع الباء ونصبها فالحجة لمن رفع أنه أراد الابتداء وجعل الظرف خبرا مقدما كما تقول من ورائك زيد والحجة لمن نصب أنه رده بالواو على قوله: {وبشرناها} وجعل البشارة بمعنى الهبة فكأنه قال ووهبنا لها من وراء إسحق يعقوب وكان بعض النحاة يقول هو في موضع خفض إلا أنه لا ينصرف وهذا بعيد لأنه عطفه على عاملين الباء ومن قوله تعالى: {فأسر بأهلك} يقرأ بقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه أخذه من أسرى ودليله قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى} والحجة لمن وصل أنه أخذه من سرى وهما لغتان أسرى وسرى وبيت النابغة شاهد لهما:
سرت عليه من الجوزاء سارية ** تزجى الشمال عليه جامد البرد

ويروي أسرت عليه وقيل معنى اسرى سار من أول الليل وسرى سار من آخره قوله تعالى: {إلا امرأتك} يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استثناها من قوله: {ولا يلتفت منكم أحد} والحجة لمن نصب أنه استثناها من قوله: {فأسر بأهلك} قوله تعالى: {وأما الذين سعدوا} يقرأ بفتح السين وضمها فالحجة لمن فتحها أنه بنى الفعل لهم فرفعهم به والحجة لمن ضمها أنه بنى الفعل لما لم يسم فاعله وسعد يصلح أن يتعدى إلى مفعول وأن لا يتعدى كقولك سعد زيد وسعده الله وجبر زيد وجبره الله قال العجاج فأتى باللغتين قد جبر الدين الإله فجبر وعور الرحمن من ولى العور قوله تعالى: {وإن كلا لما ليوفينهم} يقرأ بتشديد إن وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أتى بالحرف على أصل ما بني عليه فنصب به الاسم والحجة لمن خفف أنه جعلها مخففة من المثقلة فأعملها عمل المثقلة لأنها مشبهة بالفعل فلما كان الفعل يحذف منه فيعمل عمله تاما كقولك سل زيدا أو قل الحق كانت إن بهذه المثابة ولو رفع ما بعدها في التخفيف لكان وجها واحتج أنه لما كانت إن مشبهة بالفعل لفظا ومعنى عملت عمله والمشبه بالشيء أضعف من الشيء فلما خففت عاد الاسم بعدها إلى الابتداء والخبر لأنها عليه دخلت قوله تعالى: {لما ليوفينهم} يقرا بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن خفف أنه جعل اللام داخلة على خبر إن وليوفينهم لام تحتها قسم مقدر وما صفة عن ذات الآدميين كقولك إن عندي لما غيره خير منه والحجة لمن شدد إنه أراد لمن ما فقلب لفظ النون ميما ثم أدغمها في الميم بعد أن أسقط إحدى الميمات تخفيفا واختصارا لأنهن ثلاث في الأصل قوله تعالى: {وإليه يرجع الأمر} كله يقرأ بفتح الياء وكسر الجيم وبضم الياء وفتح الجيم فالحجة لمن ضم أنه أراد يرد الأمر والحجة لمن فتح أنه أراد يصير الأمر ومعناهما قريب قوله تعالى: {وما ربك بغافل عما يعملون} يقرأ بالياء والتاء وقدمنا من ذكره في نظائره ما يغني عن إعادته إن شاء الله. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

11- سورة هود:
{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله} 25 و26.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {أني لكم نذير} بفتح الألف المعنى {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} بالإنذار أن لا تعبدوا إلا الله أي أرسلنا بهذا الأمر.
وقرأ الباقون بالكسر المعنى قال لهم {إني لكم نذير} وحجتهم قوله: {قال يا قوم إني لكم نذير مبين} أن اعبدوا الله لما أظهر القول هاهنا كان إضماره هناك أولى لأن القصة واحدة {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي} 27.
قرأ أبو عمرو {بادئ الرأي} بالهمز أي ابتداء الرأي أي اتبعوك ابتداء الرأي ولم يتدبروا ما قلت ولم يفكروا فيه ولو تفكروا وتدبروا لم يتبعوك.
وقرأ الباقون {بادي} بغير همز من بدا يبدو إذا ظهر ويكون التفسير على نوعين في هذه القراءة أحدهما أن يكون اتبعوك في الظاهر وباطنهم على خلاف ذلك أي أنهم أظهروا الإسلام وابطنوا الكفر ويجوز أن يكون اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يتدبروا ما قلت ولم يفكروا فيه.
{قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم} 28.
قرأ حمزة والكسائي وحفص {فعميت عليكم} بضم العين وتشديد الميم أي أخفيت كما يقال عميت عليه الأمر حتى لا يبصره وحجتهم في حرف عبد الله فعماها عليكم وقيل إن في مصحف أبي فعماها عليكم فبان بما في حرف مصحف أبي أن الفعل مسند إلى الله وأنه هو الذي عماها فردت في قراءتنا إلى ما لم يسم فاعله والمعنى واحد والعرب تقول عمي على الخبر وهي مع ذلك ليس الفعل لها في الحقيقة وإنا استجازوها على مجاز كلام العرب فإذا ضممت العين كانت مفعولا بها غير مسمى فاعلها فاستوى حينئذ الكلام فلم يحتج إلى مجاز كلام العرب وترك المجاز إذا أمكن تركه أحسن وأولى وأخرى وهي أن ذلك أتى عقيب قوله: {وآتاني رحمة من عنده} وذلك خبر من نوح أن الله تعالى خصه بالرحمة التي آتاها إياه فكذلك قوله فعميت خبر عن الله أنه هو الذي خذل من كفر به.
قرأ أهل الحجاز والشام والبصرة وأبو بكر {فعميت} بفتح العين وتخفيف الميم أي فعميت البينة عليكم وحجتهم أن التي في القصص لم يختلف فيها مفتوحة العين قال الله تعالى: {فعميت عليهم الأنباء} فهذه مثلها فكما يقال خفي علينا الخبر يقال عمي علي الأمر وهذا مما حولت العرب الفعل إليه وهو لغيره كقولهم دخل الخاتم في إصبعي والخف في رجلي ولا شك أن الرجل هي التي تدخل في الخف والإصبع في الخاتم.
{قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} 40.
قرأ حفص عن عاصم {من كل زوجين} منونا أراد من كل شيء فحذف كما حذف من قوله: {ولكل وجهة} أي ولكل صاحب ملة قبلة هو موليها لأن كلا وبعضا يقتضيان مضافا إليهما قوله: {زوجين} على هذه القراءة مفعول به واثنين وصف له وتقدير الكلام قلنا احمل فيها زوجين اثنين من كل شيء أي من كل جنس ومن كل الحيوان.
وقرأ الباقون {من كل زوجين} مضافا واثنين نصب على أنه مفعول به المعنى فاحمل اثنين من كل زوج.
{بسم الله مجرها ومرسها} 41.
قرأ حمزة والكسائي وحفص {باسم الله مجرها} بفتح الميم وكسر الراء من جرت السفينة جريا ومجرى وقالوا إن معنى ذلك بسم الله حين تجري وحجتهم قوله بعدها: {وهي تجري بهم في موج كالجبال} 42 ولم يقل وهي تجري فهذا أول دليل على صحة معنى مجراها بفتح الميم وإسناد إلى السفينة في اللفظ والمعنى.
وقرأ الباقون {مجراها ومرساها} بضم الميمين أي بالله إجراؤها وبالله إرساؤها يقال أجريته مجرى وإجراء في معنى واحد وهما مصدران وحجتهم إجماع الجميع على ضم الميم في مرساها فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
{يا بني اركب معنا} 42.
قرأ عاصم {يا بني اركب} بفتح الياء وقرأ الباقون بالكسر.
قال الزجاج كسرها من وجهين أحدهما أن الأصل يا بنيي والياء تحذف في النداء أعني ياء الإضافة وتبقى الكسرة تدل عليها ويجوز أن تحذف الياء لسكونها وسكون الراء من قوله اركب وتقر في الكتاب على ما هي في اللفظ والفتح من جهتين الأصل يا بنيا بالألف فتبدل الألف من ياء الإضافة العرب تقول يا غلاما أقبل ثم تحذف الألف لسكونها وسكون الراء وتقر في الكتاب على ما هي في اللفظ ويجوز أن أن تحذف الألف للنداء كا تحذف ياء الإضافة وإنما حذفت ياء الإضافة وألف الإضافة في النداء.
كما تحذف التنوين لأن ياء الإضافة زيادة في الاسم كما أن التنوين زيادة.
{إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم} 46.
قرأ الكسائي {إنه عمل غير صالح} بنصب اللام والراء وحجته حديث أم سلمة قالت قلت يا رسول الله كيف أقرأ عمل غير صالح أو عمل غير صالح فقال عمل غير صالح بالنصب فالهاء في هذه القراءة عائدة على ابن نوح لأنه جرى ذكره قبل ذلك فكني عنه.
وكان بعض أهل البصرة ينكر هذه القراءة فاحتج لذلك بأن العرب لا تقول عمل غير حسن حتى تقول عمل عملا غير حسن وقد ذهب عنه وجه الصواب فيما حكاه لأن القرآن نزل بخلاف قوله قال الله تعالى: {ومن تاب وعمل صالحا} معناه ومن تاب وعمل عملا صالحا وقال: {واعملوا صالحا} ولم يقل عملا وقال في موضع آخر {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} وقال: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} ولم يقل سبيلا غير سبيل المؤمنين فكذلك قوله: {إنه عمل غير صالح} معناه إنه عمل عملا غير صالح.
وقرأ الباقون {إنه عمل غير صالح} بفتح الميم وضم اللام والراء وحجتهم ما روي في التفسير جاء في قوله إنه عمل غير صالح أي إن سؤالك إياي أن أنجي كافرا عمل غير صالح لأن نوحا قال: {رب إن ابني من أهلي} 45 فقال الله تعالى: {إنه ليس من أهلك} الذين وعدتك أن أنجيهم إن سؤالك إياي عمل غير صالح وقيل ليس من أهلك أي من أهل دينك فالهاء في قراءتهم كناية عن السؤال ولم يجر له ذكر ظاهر وذلك جائز فيا قد عرف موضعه أن يكني عنه أو جرى ما يدل عليه كقوله جل وعز: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا} فكنى عن البخل لأنه ذكر الذين يبخلون اكتفاء به من ذكر البخل وكنى عنه وقال: {حتى توارت بالحجاب} يعني الشمس وهذه أعلام لا يجهل موضعها قال الشاعر:
إذا نهي السفيه جرى إليه ** وخالف والسفيه إلى خلاف

فقال جري إليه ولم يجر ذكر السفه ولكن لما ذكر السفيه دل على السفه والسؤال في قصة نوح لم يجر له ذكر ولكنه لما ذكر إن ابني من أهلي دل على السؤال وقال آخرون منهم الزجاج الهاء كناية عن ابن نوح أي إنه ذو عمل غير صالح كما قال الشاعر:
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت ** فإنما هي إقبال وإدبار

أي ذات إقبال وإدبار.